تخطى للمحتوى

الحرب على غزة_ذريعة الأنفاق

Published: at ٠٦:٥٨ م

منذ عام ١٩٦٧ أقدمت دولة الاحتلال على تحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى سجن كبير كما يسميه المؤرخ اليهودي “إيلان بابيه” عن طريق مشروعين رئيسيين خارجي وداخلي. الخارجي يقضي بتمزيق الضفة الغربية وقطاع غزة عبر دقّ أسافين استيطانية فيها.

أما الداخلية فعن طريق إصدار متواصل لمراسيم هدفها مصادرة الأراضي الفلسطينية بهدف تحويلها إلى مستوطنات. فما معنى أن يتمدد الاستيطان ليضم عشرات الكيلومترات لم تكن يوما جزءا من القدس ،فقط لتكون العاصمة الأبدية كما يدعون لدولتهم المشوهة.

وما معنى أن تهدم حي المغاربة والسريان وحي الشرف بمساجدها ومدارسها وأسواقها التجارية؟ ما معنى أن تُمحى بهدف التهويد وأن يُطرد سكانها الذين تمتد جذورهم آلاف السنين خارج الحدود؟

وكل مرة يتبجحوا بالأمن ،والهدف هو اقتلاع الفلسطيني من أرضه والاستيلاء عليها وسط تجاهل المجتمع الدولي ومباركة أمريكية للهدم وبناء المستوطنات. وما معنى جميع الانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وقطاع غزة؟ ما معنى اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل قطعان المستوطنين وإقامة طقوسهم التلمودية؟

لأجل ذلك كله كان ٧/أكتوبر ، عملية استرداد لكرامة العربي قبل الفلسطيني.

وتعتبر حرب الأنفاق وغيرها من البنى التحتية طريقة أخرى للمقاومة الفلسطينية. وقد نجحت هذه الطريقة في إضعاف مزايا القوة الجوية المتمثلة بالاستخبارات وتوجيه الضربات ، لذلك تتطلب تكتيكات مواجهة الأنفاق قوات برية. وهذا ما لم يمكّن جيش العدو من تحقيق أي هدف استراتيجي في حربها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ التي تذرعت بها لتدمير ما تسميه الإرهاب وأنفاقها.

فمنذ بداية هذه الحرب وهذا الجيش بوحداته الهندسية للمهام الخاصة وهو يحاول الكشف عن شبكة أنفاق المقاومة التي تشكل جزءا رئيسيا من أسلوبها في القتال كما ذكرنا. وبالرغم من التوغل البري للكشف عن هذه الأنفاق إلا أنها ما زالت تفشل وكل ما كان قادة الجيش يتفاخرون بالعثور عليه من أنفاق إنما هو خارج عن الخدمة.

أو كمين نصبته المقاومة لهم فقتلت العشرات وأخذت العديد من الرهائن. وقد تفاجأ جيش الاحتلال بحجمها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم جاهزيتها لحرب كهذه بالرغم مما أوصي به بعد حرب ٢٠١٤ على غزة من تطوير قدراتها على حرب مستقبلية تخوضها عبر الأنفاق.

وبسبب هذا الفشل لجأت قوات الجيش الجوية والبرية والبحرية إلى قصف المدنيين والبنى التحتية. كما لجأت إلى ارتكاب كل ما فيه انتهاك للقوانين الدولية والإنسانية.

وقد صرح ضابط بجيش الدفاع اليهودي بعد حربها على غزة ٢٠١٤ “لا تزال “إسرائيل” عديمة الخبرة في القتال القانوني وهو أمر لا يتوافق مع مبادئها ،فهي تعتقد بأنها إذا خاضت حربا فليس لأحد أن يتدخل فيها”.

كيف لا يكون لها ذلك وهي “طفلة امريكا المدللة”؟ وتتسم حرب الأنفاق بأنها حرب معقدة إذ تمكن الطرف الذي أنشأ النفق اختيار المكان والزمان الذي ستبدأ به المعركة.

وقد مكنت المقاومة الفلسطينية من تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو وستمكنهم أيضا من جعل هذه الأنفاق مقابر جماعية لهذا العدو الفاشي المهزوم.